الخميس، 29 سبتمبر 2011

حذاء زوجتي الثانية

أعدّها للكتابة: عبدالعزيز بن حارب المهيري
 

لدي صديق اسمه بدر محمد جاسم بن علي، قال لي إذا نقلتَ هذه الحكاية عني فأرجوك لا تذكر اسمي، ونزولا عند رغبته، وحتى لا يُفتضح أمره بين الناس سنطلق عليه اسماً وهميا (ناصر) ناصر هذا تزوج من زوجة ثانية ولم يخبر الأولى، عندما كنا نسأله لِمَ؟ كان يقول: أنتظر الوقت المناسب، أو أخاف على مشاعرها (يا حسّاس!) وأخشى أن تفهمني خطأ (حلوة هذي؟!) يتزوج عليها ويخاف أن تفهمه خطأ، باختصار.. باختصار صاحبنا جبان ، أظنه لهذا السبب لا يريدنا أن نذكر اسمه الحقيقي .. بدر محمد جاسم بن علي.
قبل زواجه من الثانية أراد أن يجسّ نبض الأولى، قال لها ممازحا هل ستغضبين إذا تزوجتُ عليك؟ نظرت إليه بحدّة وقالت له بكل حزم: إذا... فكرت...بسْ فكرت... تزّوج...عليّ... بيكون آخر يوم في حياتك، من يومها عرفنا أن ناصر شخص محظوظ، لأنه الوحيد الذي يعرف آخر يوم في حياته، مما يعني أن لديه متسع من الوقت لكي يسافر إلى الأماكن التي كان يحلم أن يسافر إليها، بعد أربع وعشرين ساعة من تهديدها له، تجرأ وسألها إن كانت جادّة في كلامها أو أنها تمزح، قالت له جرّب وشوف، وقتَها فقط شعر بالراحة كونها جادّة، لأنه لا يحب المزاح في مثل هذه المواضيع (كفو والله!)
تُرى هل ارتدع عن نيته في الزواج، أبداً.. والسبب أن الأزواج -وحسبي الله على الأزواج- إذا قرروا الزواج من أخرى فلا شيء يقف في طريقهم، تزوج من الثانية دون علم أحد، حتى نحن عرفنا متأخرا، كانت لديه فلسفة غريبة في عدم إخبار الأولى، يقول إذا أخبرتها قد تقتلني عندها – وهنا الشاهد في الفلسفة- من سيشتري أغراض الجمعية؟
عاش ناصر لسنوات مع زوجته الثانية وناصر كما قلنا ليس اسمه الحقيقي، اسمه الحقيقي بدر محمد جاسم بن علي وإنما أطلقنا عليه اسما وهميا حتى لا يفتضح أمره بين الناس، وكلما اتصلت به الأولى وهو عند الثانية قفز مرعوبا يتلفّتُ يمنةً ويسرة خوفا من أن تكون تراه وينكشف أمره، كان أكثر ما يخيفه هو الإجابة على السؤال التاريخي لأي زوجة: أنت وين؟ كان مطالبا بحفظ قائمة طويلة من الأجوبة على هذا السؤال، حتى لا يتعلثم في كل مرة يُسأل فيها.
الزوجة الثانية هي الخاسر الأكبر مع أنها لم تكن أبدا تعاني من السمنة، لم تكن راضية عن الوضع فقد حرمها من حقها في المبيت والخروج معه بحرية، ولسنواتٍ لم يبتْ عندها إلا بضع ليال، هي الليالي التي يفترض أنه قضاها في العمرة، ولأنه كان يؤجل مسألة إعلان زواجه لجأت إلى الحيلة لتضع حدا لهذا الوضع، كانت تتعمد ترك بعض حاجياتها الشخصية في سيارة الزوج، بقصد أن تقع عين الأولى على شيء من متعلقاتها فتحقق الأولى مع الزوج فينهار فيعترف ثم بعد ذلك يعطي الثانية حقوقها كاملة، هكذا بكل بساطة، فمرة تُلقي قلم كحل، ومرة زجاجة عطر نسائية، ومرة سلسلة ذهبية أوما شابه، ومرات عدّة – ويا لمكر النساء - محارم ورقية عليها أحمر شفاه، تضعها في جيب باب السيارة (أخ من الحريم أخ! مب سهلات! يقال والعهدة على القائل، وأنا هنا ناقل، وناقل الكفر ليس بكافر، يقال أن الشيطان كان يدرس عند إمرأة سقط في الامتحان مرتين، ومرة دور ثاني، بعدين ادّخلوا ناس معروفين ونجّحوه)لم تكن تلك الحيل لتنطلي على الزوج، الرعب من انكشاف أمره، كان يدفعه في كل مرة إلى جمع كل ما تركته الزوجة في السيارة، وإرجاعه إلى البيت.
في مرة من المرات كان يتناول العشاء مع الثانية في مطعم راقي (يا عيني على بو الشباب، عامل فيها رومانسي، اصبر شوي يايتنّك مصيبة!!) اتصلت الأولى، بعد أن أغلق سماعة الهاتف قال للثانية هيا بسرعة لا بد أن أذهب ..الآن.. ما الحكاية؟ أخونا أبو الشباب نَسيَ أنه من المفترض أن يذهب بالأولى إلى حفل زفاف، بسرعة ركبا السيارة أنزلها البيت، ذهب للأولى مسرعا، ولأنه كان مرعوبا نسيَ أن يلقي نظرة في السيارة فلربما تركت شيئا من حاجياتها (آآآ... شكلها بتنجح ها المرّة!)
صعدت الأولى السيارة وعاتبته على تأخره عليها، اعتذر منها وسار متجها إلى قاعة الأعراس بعد دقيقتين فقط من التحرك، تذكّر أنه لا بد من أن يتأكد أن كل الأمور تمام التمام، اختلس النظر، ثم لمح شيئا.. كاد أن يُصعق! فردة حذاء نسائي (طبجة نعال كاملة) صرخ في داخله صرخة مكتومة (وااااابوك الأبو... سوّتها) كيف سيتصرف الآن؟ أي حركة يقوم بها ستُلاحظ من قبل الزوجة، لا بدَّ من إشغال الزوجة، قال لها حبيبتي على يمينك محل جديد فاتح، لملابس نسائية فاخرة جدا، أخبرني بذلك صديقي (لا بأس من الكذب في هذه المواقف، أو يُحبّذ) ما رأيكِ أن نأتي غدا لأشتري لك بعض القطع، هو في هذا الشارع لكني لا أعرف مكانه بالضبط، ابحثي عنه؟ ولأن العرض كان مغريا، أخذت تُدقّقُ وتبحث عن مكان المحل، ونسيتْ مايدور حولها، وعلى حين غفلة خطف الحذاء وأخفاه عن يساره، حتى إذا وصل إلى أول إشارة مرور فتح الباب وأوهمها بأنه يرمي ورقة كلينكس، تصرف غير حضاري أليس كذلك؟ (لا بو الحضارة على ابو الحضارة الريّال بيروح فيها.. مب وقته) ورمى طبجة النعال، آآآه... تَنهّد.. عَدّتْ على خير، كاد أن ينكشفَ أمره، حَمِدَ الله أن نجاه من مصيبة كادت أن تحلَّ عليه، وصلا بسلام إلى قاعة الأعراس وقبل أن تنزل الزوجة من السيارة التفتت إلى الزوج قائلة: حبيبي ما شفت طبجة نعالي؟



الخميس، 22 سبتمبر 2011

يا ويلي ... رأيتُ في المنام أني تزوجت !!



بقلم: عبدالعزيز بن حارب المهيري

-      انت ما تستحي؟ تغازل بنات الناس جدّامي؟
-      عوذ بالله متى؟
-      أمس في الليل
-      في الليل في الليل؟
-      هي نعم
-      يا بنت الناس أنا أمس بالذات ما طلعت من البيت!
-      امبلا شفتك في الحلم تغازل
-      يا سلام!! انت تحلمين وتلبسيني أنا التهمة؟
-      يا أخي عليك جرأة، إذا في أحلامي أنا تغازل، الله أعلم إنت في أحلامك شو تسوي؟!!
*  *  *
         لماذا عندما ترى المرأة في منامها أنك تزوجت عليها تعاملك وكأنك قد تزوجت عليها بالفعل؟ عفوا قبل أن أسترسل تذكرت شيئا، ما بالنا معشر الرجال لا نحلم مثل النساء؟ وإذا حلمنا فأحلامنا قصيرة؟ أنا في كل أحلامي أسقط من مكان مرتفع ويننتهي الحلم، أما هي (ماشااااء الله) فحلمها أقصر من المسلسلات التركية بحلقتين فقط، أول مرة في حياتي أعرف أن حلم المرأة سيناريو فيه ممثلون وأبطال وكومبارس، المفرح أنها حصلت على وعود من شركة اتصالات في أن يكونوا الراعي الرسمي لأحلامها الموسم القادم، أشك في أن النساء يَنمنَ طلبا للراحة، إنهنّ ينمن ليشاهدن الأحلام، في مرة من المرات استيقظت زوجتي مذعورة آآه كابوس يا زوجي كابوس، خيراً إن شاء الله ماذا رأيت؟ قالت وهي تحاول التقاط أنفاسها: آه.. آه لن تصدق تخيّل طوال الليل وإلى الصباح لم أشاهد شيئا! هي.. لم.. تشاهد.. شيئاً.. بالفعل يا له من كابوس!!
         الحلم عند زوجتي أمرٌ واقع، الحلم عندي لا يتعدى كونه حلما، من المرات القليلة التي حلمت فيها، وكان حلمي واقعاً حقيقياً عندما حلمت بأني أشرب حليبا من مرضعة أطفال
-      ستين ألف مرة قايلّج لا ترقدين الياهل بينّا..تنشّين في الليل، ما تشوفين عدل، تحطّين المرضعة في بوزي بدال ما تحطينها في بوز ولدج..مب حالة هذي..

         لم يكن الأمر مزعجا إلى تلك الدرجة، فلقد كان قرارا حكيما عندما قررنا استبدال حليب سيميلاك بحليب S 26 بعض أنواع حليب الأطفال لا أحبّها تسبب لي غازات، أما على مستوى طعام الأطفال فأكتفي ببسكوت فارليز (يخرب بيتهم بسكوت غاوي... حرام يسوونه حق اليهال بس).
في يوم من الأيام بحثتُ عنها ولم أجدها، كانت مختبأة خلف كومة من الكتب، منذ متى وأنت تقرأين؟ ثم ما ..يا إلهي ما هذا؟ كتب تفسير الأحلام؟! ما الذي تخطّطين له؟
-      باجر الصبح.. أول ما تنش من الرقاد قولي شو حلمت
-      ليش؟
-      علشان أفسر الحلم
-      بس أنا حبيبتي ما أحلم
-      أدري.. بس من الليلة بتبدأ تحلم
-      هذا الشي مب بيدي
-      حبيبي.. كتب شارتنّها بفلوس ..بتحلم يعني بتحلم.. وغصبنٍ عنك.. سمعتْ ولا أعيد؟
-      هيه جذه بالكلام المؤدب أنا حاضر، توصّين على شي في الحلم؟
*  *  *
أنا عادة لا أحلم، لكن في تلك الليلة (يمكن من الزياغ) حلمت.. وليتني لم أحلم، حلمت بأني ... بأني... بأني تزوجت عليها.. سامحني يا رب.. لو كنت أعلم بما سأحلم لما نمتُ من الأساس، هي السبب.. هي التي أصرّت على أن آكل الهريس قبل النوم، لو اكتفيتُ بالكورن فلكس مع الحليب الدافئ لما حصل الذي حصل، المهم الآن.. يجب أن أتصرف بسرعة، يجب أن أبحث عن الساطور الذي اشتريناه مؤخرا، ثم أكياس الزبالة السوداء، ثم ..ثم .. يا إلهي أنا مرتبك.. لا بدّ أن أهرب قبل أن تستيقظ.
عزيزي الزوج كم مرة صليت الفجر في الدوام؟ كانت المرة الأولى في حياتي التي أصلي فيها الفجر في الدوام، قد يظن بعضكم أنه لداعي الخوف، أقول لا تظنوا ذلك هو بالفعل من الخوف، عندما رآني صاحبي مهموما سألني
-      وشو المشكلة في إنك تخبرها باللي شفته في الحلم؟
-      شو المشكلة؟ ما ألومك.. لو رابطينك في السنطوانة مثلي جان ما سألت!
قفزت من مكاني لأن هاتفي الجوّال يرن، اليوم أنا حساس جدا عندما يرن الجوال
-      ألو حبيبي متى بترجع؟
-      حبيبتي اليوم بتأخر عند وفد ياباني (يارك الله يا بو الوفد الياباني! جذّاب واحد)
-      انزين بترياك
-      قممممم (هذا أنا أبلع ريقي)
*  *  *
عزائي أن الساطور وأكياس الزبالة في دبّة السيارة عندي، الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، مستحيل أن أبقى مع الوفد الياباني إلى هذه الساعة المتأخرة من الليل، سمعت أن أخلاق اليابانيين عظيمة لا يقتلون شخصأ لمجرد أنه حلم، ها أنا في طريقي إلى البيت، لا أذكر أني قرأت من القرآن والأدعية مثل ما قرأته هذه الليلة، نزلت من السيارة.. يا إلهي!! رجلاي لا تحملاني.. ما الحكاية؟ (أيوااااا ... هذا هو بو عويثر اللي يطرونه؟ صراحة ... ما حبّيته) بدأت أُمنّي نفسي بأنها نائمة، اللهم سلّم، اللهم حوالينا لا علينا، نذرٍ عليّ إن نجوت الليلة سأرجع عيديّة العيال، يا رجل ممَّ تخاف؟ الساطور وأخفيته عنها في السيارة، سمّ بسم الله وادخل عليها
-      ها وصلت؟
-      لا والله بعدني هههههه (ينكّت الأخ والنكتة في مثل ها المواقف بايخااااااه) ليش ما رقدتِ؟
-      ما ياني رقاد .. أقول لك بغيت أسألك أمس في الليل يوم كنت راقد .....
-      وابوييييييه كشفتنييييي (من حسنات الكندورة عندنا أنك إذا كنت ترتجف فلن يلاحظك أحد) والله العظيم كان كابوس، أقسم بالله العظيم ما كان قصدي، مب بيدي والله، الهريس غَثْني وقمت أخربط في رقادي
-      الهريس؟ انت عن شو تكلم؟
-      ها؟ لا ما شي ! بس ..انت.. تراج.. سألتيني.. عن هذا لاه
-      هيه كنت بسألك أمس في الليل وانت راقد ما سمعت صوت المطر؟
-      نعم؟! صوت المطر؟!
-      هي صوت المطر، كان وااااايد حلو
-      حلّج بطنج إن شاء الله، طيّرت حمامة افادي وآخرتها صوت المطر!! انخمدي لا بارك الله في العدو.
-      بلاك؟ شو فيك؟
-      شو فيّ؟ أنا شوي وكان بيغمى عليّ، عن إذنج
-      وين ساير؟
-      نسيت أغراض في السيارة!!

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

تزوج صاحبي من الثانية ... فتورطّتُ أنا

بقلم:عبدالعزيز بن حارب المهيري
تزوج صاحبي ابراهيم - غفر الله له-  من زوجة ثانية، وتورطّت أنا، كنت أعلم علم اليقين أن موعد التحقيق معي قادم لا محالة، ولا رادَّ لقضاء الله، مما يعني أنني بحاجة إلى أن أجهّز نفسي بإجابة نموذجية تقنعها بأنْ لا دخلَ لي في زواج ابراهيم، ولا أكتمكم سراً فقد تدربت على الإجابة كثيرا، ووقفت أمام المرآة مرارا وتكرارا، تخيّلتها أمامي، فماذا عساها تسأل؟ وماذا عساي أجيب؟ فتوصلت إلى السيناريو التالي:
شو أخبار ابراهيم؟ فأعرف أنا بذكائي أنها تُلمّح لمسألة زواجه، أو تسأل مثلا: صدق الأخبار اللي سمعناه عن ابراهيم؟ فأردّ أنا بشكل هادئ، وكأني لا أعرف شيئا: أي أخبار؟ فتقول: يقولون إنه تزوج على زوجته وخذ وحده ثانية!!! فأردّ عليها مستغربا-وهذا الذي تدربت عليه أمام المرآة: منو؟ ابراهيم؟! معقولة! لا مستحيل! يمكن إشاعة.. (ثم أمثّل عتبي الشديد عليه) ليش يسوي جذيه الله يهديه؟ الله يسامحه (تذكرتّ أني لا بد من أن أكيل له السباب) هذا أكيد تينّن واستخف (ولابد من التعاطف مع زوجته الأولى) مسكينة زوجته أم عياله.. حرمة طيبة فقيرة ما تسمعين لها حس، ومن هذه الأجوبة التي تُوهم بأني أسمع الخبر لأول مرة (على افتراض أنها لن تكتشف صدقي من كذبي لأني تدربتُ على ذلك جيدا)
كان يمكن أن يكون الحوار كما سمعتم، وأخرج منها بسلام (لكن منو يقول!) أسوأ التقديرات التي فكرتُ فيها لم تتوصل إلى التكتيك الذي استخدمته معي في التحقيق، ولطالما تفكرت قبل النوم من أين يتعلمنّ فنون الاستجواب؟ هل هذه موهبة خاصة بجنس النساء؟ أم يمكن لنا معشر الرجال أن نتعلم هذه الفنون؟
فقد كنّا في لحظة صفاء، وكان الجو مريحا، ذكرني بأيام الملجة، تحدثنا كثيرا وضحكنا كثيرا على غير العادة، ثم سَردتْ على مسمعي طرائف عيالي ومقالبهم المضحكة، تعرفُ جيدا أن أطفالي يُضحكونني بعفويتهم وبراءتهم، منذ زمن بعيد لم أضحك بهذه الطريقة، جاءني شعور بأن بعد هذ الضحك ستحلُّ عليَّ مصيبة، استعذت بالله من الشيطان، وأكملتُ ضحكي وأخذت أقهقه، أشعر أنها كانت تريد أن تصلَ بي إلى هذا المستوى من التجلّي، كان توقيتها رهيبا، فما إن وصلتُ إلى منتصف القهقهة التي كانت تنتظرها، حتى ألقتْ عليَّ شباكها، وأطلقت سؤالا من نوع أرض جو: تدري إن ابراهيم تزوج على زوجته؟! سؤالها المفاجئ كان بمثابة الضغط على زر (PAUSE) (إيقاف للصوت والحركة لمدة قصيرة هكذا ترجمتها في دليل الاستخدام في الأجهزة الالكترونية) ظلّ فمي مفتوحا لعدّة ثواني، وارتسمت على ملامحي ابتسامة بلهاء عبيطااااااااااااه ... في تلك الثواني رجعَتْ بي الذاكرة ثلاثين سنة إلى الوراء، على طريقة الفلاش باك، عندما كان والدي يحادثني، ويترك لي المجال في التحدث، ثم يفاجئني بالسؤال الصاروخي التالي: صلّيت؟ مجرد التأخير لثواني يعني بأنك لم تصلِّ، استخدمتْ زوجتي معي نفس الأسلوب، كم هو عظيم نقل المعرفة عبر الأجيال، مما جعلني أستدعي شعور الرعب الذي كنت أشعر به وأنا طفل صغير، كان سؤالها مثل الصاروخ المبرمج الذي لا يخطئ هدفه أبدا، فقد أصاب وعطّل منطقة الأجوبة المنطقية في دماغي، وشلّ لساني، فكان جوابي على سؤالها عبارة عن همهمات من نوع: (أبااا أبااااا اممممم .. امممم.. طاطاو طاو طووووو طالع) أليس حراما أن تقف أمام المرآة أسبوعين كاملين، تُذاكرُ وتراجع دروسك، وفي الأخير يأتيك سؤال من خارج المنهاج؟!
وليت الأمر يتوقف عند هذه النقطة.. كنا ارتحنا، المصيبة أن المرأة تفترض بما أن صديقك قد تزوج فإنك حتما ستقلده وتتزوج مثله، أو سيقوم هو بإقناعك بالزواج من ثانية
-    صدقيني يا حرمة.. أنا حتى ما أفكر في الزواج
-    احلف
-    والله العظيم
-    قول والله العظيم ما بتزوج عليج
-    والله العظيم ما بتزوج عليج
-    والله العظيم ما بتزوج عليج حرمة
-    ليش هو في بدائل ثانية؟ الله يهديج بس، ربيعي وعرس أنا شو دخّلني؟
-    دخّلك إنك صاحبه
-    صاحبي .. شو تبين أسوي به؟
-    طلْقه
ولا يتوقف الموضوع عند هذا الحد، فهي تُسمعك كلام من قبيل هذا ليس بصاحب.. العاقل لا يتخذ صديقا مثل هذا المجنون، قليل الوفاء، نعم قليل الوفاء... لو كنت مكانك لتركتُ صداقته غير آسفة (يعني افهم يا فهيم واقطع علاقتك به) فتتفق مع صاحبك أن يكون الاتصال بينكما على أضيق الحدود إرضاء للهانم الغاضبة.
لقد حلفتَ بأنك لن تتزوج عليها، ما الذي يمنعكَ من أن تحنثَ بيمينك وتتحلّل منه بدفع كفارة يمين مثلا؟ (هذا طبعا تفكيرها هي) إذا لابدّ من أخذ الاحتياط، وشد الوثاق أكثر، فتتفاجأ في يوم من الأيام وأنت جالس بأمان الله، تأكل الفستق وتشرب الشاي (على فكرة خلطة حلوة جربوها) تناديك من بعيد، وتطلب منك أن تحضر إليها، فتحضر وأنت لا تعرف ما الذي ينتظرك
-    نعم حبيبتي آمري
-    حطْ ايدك على المصحف واحلف
-    أحلف على شو؟
-    احلف إنك ما بتّزوج عليّ
-    أقسم بالله بالله العظيم ...
-    لحظة صبّر .. طَلّع الفستق اللي في ثمك
-    أقسم بالله العظيم.. أن أكون مخلصا لزوجتي، وأن أحترم دستورها وقوانينها، وأن أعمل بصدق وأمانة، وأن لا أتزوج عليها، وأن أطيع جميع الأوامر الزوجية التي تصدر إليَّ منها، والله على ما أقول شهيد
-    لليميييين دُر
الحمد لله رب العالمين، انتهى الموضوع بسلام أخيرا، أطمأنتْ زوجتي، فقد حلفت على المصحف، سأرجع الآن إلى حياتي الطبيعية التي كنت أعيشها قبل زواج صديقي ابراهيم (لا بارك الله في صديقي ابراهيم) سترجع الأمور كما كانت، لن يعكر صفو حياتنا غِيرةٌ أو شك، تتفاجأ في يوم من الأيام وأنت جالس في أمان الله، تأكل الفستق وتشرب الشاي (الفستق ستجدونه في السوق على أنواع منه المملح أو بالليمون أو بدون نكهة) تناديك من بعيد، وتطلب منك أن تحضر إليها، لا أدري لماذا تناديني وقت شربي للشاي وأكلي للفستق؟ ألا يستطيع الواحد منا أن يخلو بنفسه لبعض الوقت؟ تذهب إليها والفستق في فمك، لأنك متأكدٌ من أنها لن تطلب منك أن تحلف مرة ثانية، فقد حلفتَ من قبل
-    نعم حبيتي آمري (نفس الكلمات لا يفكر بالتجديد)
-    حطْ ايديك على المصحف واحلف
-    (غاضبا) أحلف على شو بعد؟ أمس حالف.. أنا ما عندي شغل غير إني أحلف؟ أنا متى باكل فستق؟ (دليل على أن الرجال ليسوا أوفياء نَسيَ أن يذكر الشاي)
-    أمس غير واليوم غير، أمس كان مصحف صغير، اليوم مصحف كبير
-    (يكاد ينفجر) امممممممممممم
-    صدق قبل عن لا أنسى، أبويه واخواني يايين من العمرة، وباجر بيزورونّي
-    حياهم الله، وشو المطلوب مني؟
-    أباك تكون موجود
-    ليش؟
-    يايبين لي مصحف من السعودية، وبيكونون شهود عليك وانت تحلف على المصحف
ترفع يديك إلى السماء داعيا لابراهيم: (اللهم أبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، الله ارحمه تحت الأرض، اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر يا أرحم الراحمين)




السبت، 10 سبتمبر 2011

ماذا لو قررت زوجتك فجأة تغيير الخطة إلى مول الإمارات بدلا من دبي مول؟

بقلم: عبدالعزيز بن حارب المهيري

         وردني سؤال وجيه من أحد الأصدقاء، بعد قراءة مقال "كيف تفرض شخصيتك على زوجتك باستخدام دبي مول؟" (للاطلاع على المقال المذكور يرجى مراجعة أرشيف المدوّنة) السائل يسأل ماذا لو غيّرت الزوجة فجأة، وبدون مقدمات، خطة الرحلة، وقررت الذهاب إلى مول الإمارات؟ وقصْدُ السائل هنا أنه لو استجاب للطلب فسيشكّ الأبناء الذين هم بصحبته في السيارة من هو صاحب القرار، كما أنه ليس من المناسب الدخول مع الزوجة في جدال أمام الأبناء، لأنهم إن كانوا يشكّون في السابق فسوف يتأكدون الآن من هو صاحب الشخصية الذي .. عفوا تصحيح.. صاحبة الشخصية التي تأمر فتُطاع، موقف لا يحسد عليه أي زوج، المشكلة الأساسية تكمن في وجود الأطفال، ولو لم يكونوا موجودين لهانَ الأمر، ولَتظاهر الزوج كما تظاهر في المرة السابقة في رحلة دبي مول من أنه هو صاحب الشخصية، وصاحب القرار في البيت، من خلال استخدام تكتيك خطير ذكرناه سابقا (راجع المقال).
         في تصوري أن تغيير الزوجة لمسار الرحلة أمام الأبناء، يُعدّ فرصة ذهبية لفرض الشخصية مرة أخرى، باستخدام تكتيك آخر سأذكره الآن، هذا التكتيك يحتاج إلى رباطة جأش، وقوة وحزم، وطريقة في التحدّث تُشعر من يستمعُ إليك - وبما لا يدع مجالا للشك- بأنك شخص جبّار وطاغية، كن مستعدا.. فمجرد أن تقول لك زوجتك (ما بنسير دبي مول بنسير مول الإمارات) اقطع عليه الحديث مباشرة، ولا تدعها تُكمل، واصرخ في وجهها كما يزمجر الأسد قائلا بأعلى صوتك: (إن شااااااااء الللللللله) اصرخ بطريقة يرتعب منها أبناؤك، اصرخ بحيث يكاد يسمعك من هم خارج السيارة، مهما كان صوتها عاليا.. كن أنت أعلى منها صوتا (طبعا هي فاهمة التمثيلية عدل) وستراها تبتسم ابتسامة هازئه، وتُشيحُ بوجهها إلى الجهة الأخرى (تُشيحُ؟ يا هي بلاغة !! ما أدري من وين يبتّها!) لا عليك من الابتسامة، تأكد فقط أن أطفالك لم يروا ابتسامتها، ولا داعي لأن تغمز لها بعينك، أوتحرك لها حواجبك، وكأنك تترجّاها قائلا (الله يخلّيج طوفيها ها المرة بس علشان خاطر صورتي ما تهتز جدام الصغارية) لا داعي لذلك.. فزوجتك تحفظ العشرة، وهي تعرف جيدا لماذا كل هذه الحركات، وثِقْ بأنها لن تحرجك أمام الأطفال، قد تتفاهم معك لاحقا في البيت، لا مشكلة في ذلك، ما دام بعيدا عن نظر وسمع الأبناء، أخيرا قم بإنهاء الحديث بالعبارة التالية، تذكّرْ أنك لا زلتَ تشتعلُ غضبا (شوفي عاد.. بنسير مول الإمارات يعني بنسير مول الإمارات ..والْــحين.. غصبن عنج.. رضيتي ولّا ما رضيتي.. هذا اللي قاصر بعد!! نسير دبي مول.. هه!! (هه: يعني ابتسامة ساخرة) توقفْ عند هذه النقطة مباشرة، ولا تبالغ في تقمّص الدور، لأن في احتمال كبير (تجلب فير) عليك.
         بهذه الطريقة سيتأكد لجميع من في السيارة  - باستثناء المدام طبعا- بأنك أنت صاحب الشخصية الأقوى، ويحقّ لك بعدها أن ترفع رأسك وأنت تتجول في مول الإمارات، أثناء التجول في المول.. انظر جيدا إلى أعين السيّاح والأجانب المقيمين على أرض الدولة، ستراهم يتحاشونك خوفا وهم يقولون: واااو ... الزوج الإماراتي وَحْش ... وَحْش
حياة سعيدة أتمناها لكل الأزواج .. يحفّها الحب والمودة والرحمة..

الخميس، 8 سبتمبر 2011

كيف تفرض شخصيتك على زوجتك باستخدام دبي مول؟


 بقلم: عبدالعزيز بن حارب المهيري

في الحياة الزوجية يحاول كل طرف أن يفرض شخصيته على الآخر، لا سيما في الأيام الأولى من الزواج، يستمر هذا الصراع (الله وكيلكم) شهرين فقط، ثم تحسم النتيجة.. لصالح من؟ أففففف ... أستغرب ممن يسأل مثل هذه الأسئلة، الجواب معروف سلفا، وأعذره في نفس الوقت لأن يتمنّى – وله كل الحق في أن يتمنى ويحلُم - وجودَ رجل واحد على الأقل، في بقعة ما من الكرة الأرضية، ليرفعَ رأسه به قبل أن يموت.
        إذا سلّمنا أن النتيجة محسومة – لصالحها طبعا- فكيف يمكنني أن أتظاهر أمام الناس أنني صاحب الشخصية الأقوى في البيت؟ من المعروف أن النساء في الإمارات ومنطقة الخليج العربي يحببن الأسواق والمراكز التجارية، لكن المشكلة أن الزوجة عندما تطلب الذهاب إلى التسوق، تطلب بطريقة غير مناسبة فيها شيء من العنف، وهي معذورة بلا شك، لأن أعباء المنزل، ومسؤولية الأبناء، ومشاكل الخدم، والدوام، ومشكلات البيت ،كل ذلك يجعلها لا تُحسن الطلب، ألا تتفقون معي أنها معذورة؟
       المهم تأتي وتطلب منك أو بالأصح تأمرك، وتقول بدون لو سمحت، أو ما رأيك، أو ممكن، وهي طبعا معذورة لعدم استخدام تلك العبارات، فكما تعرفون أعباء المنزل ومسؤولية الأبناء ... (نفس الكلام اللي فوق) وتقول (بنسير دبي مول) ومع هذه العبارة لابدّ أن أُبيّن حقيقةً للتاريخ، أنا معجب بطريقة خرافية بالبلاغة التي منحها الله لزوجاتنا (بنسير) يعني قضي الأمر خلاص، كلام واضح لا يمكن أن تدّعي أنك فهمت شيئا آخرا، ولاحظ أنها حددت الفعل، ومن الذين سيقومون بالفعل، والوجهة، وبصيغة التأكيد، وكل ذلك في ثلاث كلمات فقط (بنسير دبي مول) يا عيني على البلاغة، أما حديث الرجال (فقدت الرياييل.. هذربان ما بعده هذربان) إليكَ عينة مما يقولون: حبيبتي لو سمحت، وإذا تكرمت، وإذا ما عندج مانع  (لاحظ لاحظ.. نفس الكلام مُكرر) وإذا وقتج يسمح، ومب مشغولة (انزين كمّل) ممكن يعني تسوين لي كاس جاهي؟ (طلب معقول جدّا ..الخلاصة شو؟) بس إذا تعبانة.. عادي.. أنا بَسوّي الجاهي (أفا) وإلا أقول أنا بسوي الجاهي (يا عيني على الرياييل شفتوا الكلام الماصخ؟ لا وآخر شي هو اللي يسوي الجاهي .. يا العبرة)      
إذا قالت لك (بنسير دبي مول) (دخيلك لا تطالع ساعتك.. يعني كأنه في احتمال إن الوقت ما يناسبك، يا عمي بلا فشخرة فاضية، قُم غيّر ثيابك، وحط غترك على راسك بارك الله فيك ولا تتأخر)
(بنسير دبي مول) (قولها أحسن مكان اخترتيه.. بصّدقين حبيبتي.. أنا بعد خاطري أسير دبي مول.. من زمان ما سرنا- طبعا هي مودّتنك قبل يومين)         
من ظاهر الحديث يبدو أن الزوجة لا تزال تمسك بزمام الأمور، هذا الكلام غير دقيق، فإلى الآن أيها الزوج أنتَ لم تستخدم الورقة الخطيرة التي تثبت من خلالها أنك الشخص الأقوى، وأنك في النهاية صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في هذا البيت (بيتكم طبعا) الكلمة التي ستنسف كل ما أمرتْ به زوجتك، ركّز معي في التصرف الخطير الماكر الذي سيقلب الطاولة رأسا على عقب، ويثبت أن شخصيتك هي الطاغية، قبل الخروج من البيت متجهين إلى دبي مول، قم بالنداء على أطفالك وقل لهم: (عيالي.. شو رايكم لو نسير دبي مول؟) وبهذه الضربة القاضية يفهم أبناؤك أنك أنت صاحب فكرة الذهاب، وأنك أنت صاحب القرار في هذا البيت، بعدها يمكنك أن تبتسم ابتسامة المنتصر، وتنام قرير العين، مرتاح البال، وقد أرضيت ضميرك.
جولة سعيدة أتمناها لكم في دبي مول...